تأليف : أحمد مراد
إخراج: عمرو سلامة
بطوله: أحمد الفيشاوي – ماجد الكدواني – أحمد مالك أمينه خليل – سلمى أبو ضيف – بسمه – دره
تجربه سينمائيه رائعه للمخرج الشاب عمرو سلامه عن اثر تراكم الصدمات والعقد النفسيه في سن الطفوله والمراهقه.
في الظاهر يبدو الفلم انه يركز على ظاهره التعصب الديني الأعمى ورغم اني اعتقد ان هذه احدى الرسائل في الفلم الى انه يغوص أعمق بكثير ليعرض وبصوره رائعه كيف يتكيف الطفل ومن ثم المراهق خلال مراحل صعبه من حياته وكيفيه ظهور هذه العقد في مراحل متقدمه من الحياه في الوقت الذي يعتقد فيه الشخص انه لم يتأثر بالماضي او انه تجاوزه بنجاح.
الفلم يبدأ بخبر موت اسطوره موسيقى الپوپ مايكل جاكسون – الخبر الذي يشكل هزه عنيفه في نفس شيخ جامع (أحمد الفيشاوي) ويعيد له تفاصيل ماضِ كان يظن انه مات.
لا اريد ان أحرق تفاصيل واحداث الفلم لكن الاخراج يتميز بذكاء كبير في العرض و كيفيه ربط الحبكه مع اغاني مايكل جاكسون وما تعبر عنه اغانيه التي تتسم بالمناداة بالحريه والمساواه والقيم الإنسانيه كأنها كانت السلاح والمخبأ الذي اختاره شخصيه البطل في فتره المراهقه للهروب من الواقع.
كذلك استخدام موت مايكل جاكسون لتكون المحرك الأساسي للانهيار النفسي الذي يصيب البطل تعتبر نقطه في غايه الذكاء وبالعموم الإخراج والتصوير كان جميل جدا.
نجوم الفلم في رأيي هم ماجد الكدواني في دور الأب – واحمد مالك بدور البطل في فتره المراهقه.
ماجد الكدواني ابدع في إيصال كميه المشاعر المعقدة التي تواجه رجل تنقلب حياته بسبب صدمه في العائله وطريقه تعامله مع هذه الصدمه وانعكاسها على ابنه. هذا الدور من اصعب الأدوار في اعتقادي لانه يحتاج الى تعبيرات ولغه جسد اكثر من قوه سيناريو او حوار.
فهو يظهر مشاعر حب عميقه لابنه من خلال مشاهد غضب على ما فقد من غير ان يدرك تأثيرها على ابنه الطفل ومن ثم المراهق.
بالمقابل أحمد مالك استطاع ان يحاكي اداء ماجد الكدواني …. تحس انه ابداع الكدواني انعكس على الممثل الشاب احمد مالك الى درجه الأخير ايضا نجح بشكل كبير في تجسيد كل المشاعر والتقلبات النفسيه التي يمر بها شاب مراهق.
هناك مشاهد عبقريه بين الاثنين تجسد العلاقه المعقدة بين اي اب وابنه المراهق بحيث اعتقد اي متفرج سيمر شريط مراهقته امام عينه من خلال مشاهده الفلم.
أحمد الفيشاوي رغم تحفظي على أداءه الا انه قدم أداءا مقبول يفوق أداءه في كل افلامه السابقه. اعجبتني المشاهد التي يمر بحالات خوف وهلوسه لكن الأداء لم يكن عالي في كل مشاهد الفلم.
كان ممكن ان يكون الفلم اروع وأكثر فعال في إيصال الرساله الأساسيه لو ان المخرج ركز اكثر على المشاهد مع الدكتوره النفسيه الذي جسدته الفنانه بسمه – حيث ان دورها محوري في الفلم ومن المؤسف لم يُعطه المساحه المطلوبه.
كذلك علاقه البطل مع زوجته وابنته كانت بارده وبرغم من طله امينه خليل المميزة الا ان المشاهد على ما هي عليه كان ممكن ان تُحذف من غير ان تؤثر على سياق الفلم لكن رأيي الشخصي هذه المشاهد كان ممكن ان تكون مكتوبه بشكل أفضل بحيث تغني شخصيه البطل وتكون داعم للمحور الأساسي.
نهايه الفلم رغم انها جميله لكنها كانت متسرعة جدا وهنا اعود بالاشارة الى المشاهد المحدودة مع الدكتوره النفسيه التي لها دور أساسي في التغيير.
في النهايه احيي جدا المخرج عمر سلامه على التركيز على فئه المراهقين من الشباب حيث انهم فئه مهمشه في مجتمعاتنا حتى من قبل الاهل ولا يعي الاغلبيه اهميه الاهتمام بهم واظهار مشاعر الحب والاهتمام لهم وتأثير هذا على مستقبلهم وبالتالي مستقبل المجتمع