أخراج: مجدي احمد علي
بطوله: عمرو سعد, دره, بيومي فؤاد, أحمد مجدي, ريهام حجاج, أحمد راتب, لطفي لبيب, صبري فؤاد, فتحي عبد الوهاب
من اللحظه التي اكملت بها قراءه روايه (مولانا) للكاتب الصحفي ابراهيم عيسى وانا متوقعه جدا ان تتحول الروايه الى فلم سينمائي او مسلسل تلفزيوني وذلك بالدرجه الاولى لان الروايه ليست روايه ادبيه بالمعنى الحقيقي بل هي مكتوبه بطريقه كأن الكاتب كتبها لتكون مسلسل او فلم هذا طبعا بالاضافه لطرحها العديد من المواضيع المثيره للجدل.
الفلم يتابع حياه رجل دين في الثلاثينات من العمر يتبع اسلوب حديث في الدعايه من ما يعطيه شعبيه تقوده للشهره والثراء والنفوذ في اوساط القنوات الفضائيه والاعلام والاوساط السياسيه. وخلال هذا, الفلم ايضا يناقش محاور اخرى حول حياته الشخصيه و علاقته بزوجته وكذلك شهواته ونزعاته وما يدور بداخله من ما لا يستطيع الافصاح عنه في القنوات الاعلاميه للحفاظ على المكانه التي وصلها.
الفلم يتصف بجرأه واضحه في التطرق للكثير من المواضيع التي تعتبر حساسه او محرمه في زمن زادت فيه الطائفيه والجهل واستغلال اصحاب النفوذ الاعلام لخدمه اجندات خاصه بدون ادراك العموم. الجميل ايضا في الفلم وبالتالي في الروايه انه يظهر بوضوح ان رجال الدين هم ناس عاديه لهم مشاكل شخصيه وكذلك لهم اغراض خاصه كل حسب احتياجاته وهذا يزيل الهاله القدسيه التي تضعها الناس البسيطه على رجال الدين.
هذا طبعا ليس بالضروره شيء سيئ حيث ان قد يكون فيهم من هو صادق وحقيقي في نواياه وليس له اجنده خارجيه لكن فالنهايه هو بشر وله نفس نقاط القوه والضعف التي يتصف بها كافه البشر.
أختيار عمرو سعد لأداء دور البطوله كان مفاجأه بالنسبه لي حيث اني لم اكن اتخيل انه ممكن ان ينجح في توصيل هذه الشخصيه بكل تناقضاتها لكن الحقيقه كان تمثيله جيد جدا ويعتبر دوره تطور واضح في اداءه ومسيرته الفنيه.
رغم ان التصوير والاخراج كان لابأس به بالعموم الا انه فيه الكثير من السلبيات قد يرجع بعضها للاخراج والسيناريو او انه ضعف في الروايه بالاساس. فمثلا شخصيه زوجه الداعيه التي ادتها الفنانه دره كانت سطحيه جدا وليس لها اي عمق او ملامح حقيقيه برغم من عمق المشكله التي تواجههم هي وزوجها الداعيه – هذا خطأ كبير من المخرج وكاتب السيناريو حيث ان الشخصيه مكتوبه بشكل افضل بكثير بالروايه.
كذلك شخصيات المراهقين نشوى وحسن الذين يتفاعلون مع الداعيه والذين يمثلون طبقه الشباب بالمجتمع وهي الشريحه الاكثر تأثرا بالاعلام وقنوات التواصل الاجتماعي والتي اداها كل من الممثلين الشباب ريهام حجاج وأحمد مجدي كانت حقيقه ضعيفه بشكل كبير واعتقد هذا ضعف من الروايه بالاساس وبالتالي المخرج وكاتب السيناريو لم يحاولوا اثراء هذه الشخصيات مع انها كانت ممكن ان تثري الفلم بشكل كبير بدل التاثير العكسي الي احدثوه للفلم. طبعا يجب ان لا ننسى ان الحبكه الرئيسيه بالفلم ايضا ضعيفه جدا وهذا عامل ثاني اثر على الشكل العام للفلم.
ألشخصيات الثانويه الاخرى كانت موفقه بشكل مقبول لأسناد فكره الفلم وكان اداءهم بنفس المستوى الذي يعرفه الجمهور من هؤلاء الممثلين مثل أحمد راتب رحمه الله وبيومي فؤاد ولطفي لبيب.
فلم مولانا يستحق المشاهده فهو بلا شك فلم جرئ جدا يناقش مواضيع حيويه لها علاقه مباشره بالحياه اليوميه للكثير منا ولهذا احيي كل من الكاتب والمخرج وكل طاقم العمل.